مشهد يتكرر في كل عام نُتابع خباياه مع اقتراب موعد الكشف الرسمي عن الإصدار الجديد من هواتف آيفون من شركة آبل، فالشركة تتخذ من شهر سبتمبر/أيلول موعدًا للكشف عن هواتفها الجديدة مُستغلةً اقتراب موعد الأعياد في مُعظم دول أوروبا والقارة الأمريكية.
لكن هذا العام تختلف الأمور على الشركة الأمريكية بسبب حجم المُنافسة العالي الذي تتلقاه من كل حدب وصوب وعلى جميع الأصعدة، وهو حال جميع الكبار في المجال التقني، فمن قال كلمته مثل سامسونج وجوجل يجلس الآن بضغوطات أقل لتُلقى المسؤولية على عاتق آبل التي تراجعت مبيعات هواتفها قليلًا لأول مرّة منذ إطلاق آيفون قبل تسعة أعوام تقريبًا، دون نسيان مشاكل التشفير والحماية التي جعلتها مادة دسمة للصحافة الأمريكية أولًا والعالمية ثانيًا.
آيفون 7 هو الجهاز القادم الذي سوف تكشف عنه الشركة والذي بدأت التسريبات تطاله من ناحية مواصفاته الداخلية بالإضافة إلى تصميمه الخارجي، حيث نشرت بعض المواقع تصاميم الجهاز الجديد التي كشفت بدورها بعض المزايا التي قد نراها بعد أربعة شهور من الآن.
بعد الاطلاع على الميّزات المتوقعة لهواتف آبل الجديدة، شعر البعض بخيبة أمل كبيرة وبدأت المواقع بالحديث عن قرارات آبل الخاطئة وتخبّطها في واحد من أفضل مُنتجاتها على مدار تاريخها.
فمن المتوقع أن يعمل الهاتف بمعالج جديد يُمكن اعتباره نسخة مُطوّرة من المعالج المُستخدم حاليًا في هواتف آيفون 6 إس، حاله حال الذواكر العشوائية التي سوف تُقدم سرعة معالجة أسرع مع وجود احتمالية لتُصبح أكبر من ذي قبل على الأقل في النسخة الأكبر.
ذاكرة التخزين قد تشهد تغييرات كبيرة أيضًا، حيث أفادت بعض المصادر أن الشركة لن توفر هواتف بسعة 16 جيجابايت، لتُصبح السعة الابتدائية 32 جيجابايت، وهو قرار منطقي جدًا ويجب أن تتخذه الشركات التقنية دون أن يضطر المُستخدم لدفع أية رسوم أو مبالغ إضافية.
خارجيًا وضّحت التصاميم المُسرّبة أن الهاتف الجديد سوف يأتي بكاميراتين في الخلف، وهذه الفرضيات تدعمها براءة الاختراع التي حصلت عليها آبل في وقت سابق عام 2015 والتي بيّنت أن آبل ترغب باستخدام عدستين في هواتفها لإضافة بُعد جديد أثناء التصوير والاستفادة في هذه التقنيات في مجال الواقع الافتراضي.
إضافة إلى ذلك، قد تستغني آبل عن المنفذ الخاص بسماعات الأذان لتُبقي فقط على منفذ الشحن من نوع Lightning، وبالتالي قد يأتي الجهاز بسماعات توصل بهذا المنفذ، أو بسماعات بلوتوث وهو أمر جيّد جدًا إذا تم. كما ستلجأ الشركة إلى توفير نظام صوتي نفس المُستخدم في آيباد برو، بحيث يخرج الصوت من مُكبرات موجودة على أطراف الجهاز العلوية والسفلية.
باختصار، قد لا يختلف تصميم هواتف آيفون 7 عن هواتف 6 إس التي بدورها جاءت بنفس تصميم آيفون 6، فباستثناء بعض التفاصيل البسيطة، لن يشعر المُستخدم بفرق إلا لو نظر إلى عدسات التصوير الجديدة ومنافذ مُكبّرات الصوت التي سوف تكون موجودة على أطراف الجهاز. لكن باستثناء ذلك لن تكون هناك قفزة نوعية أو تلك الطفرة التي ينتظرها الكثيرين، وبالتالي سيشعر البعض بخيبة أمل كبيرة.
لكن ولو نظرنا إلى الموضوع من جهة ثانية، اعتقد ومن وجهة نظر شخصية أن هذه الأجهزة قد ترفع مبيعات آبل من جديد وتُعيد ذلك المُحرك الجبار إلى الدوران بأقصى طاقاته المُمكنة.
هذه النظرة التفاؤلية لم تأتي من فراغ بكل تأكيد، بل جاءت نتيجة لوجود شائعات من مصادر داخل آبل تُفيد أن آبل تسعى إلى تغيير دورة تطوير هواتف آيفون لترفعها من سنتين إلى ثلاثة سنوات، فبعدما اعتادت آبل على إطلاق نسخة رئيسية من هواتفها مثل آيفون 3 جي، و4 كل عامين، سوف تُطلق هاتف رئيسي كل ثلاثة أعوام.
هذه الدورة سوف تتغيّر دون وجود الكثير من التفاصيل، ولو طُبّقت سوف تلجأ آبل إلى إطلاق هاتف رئيسي وليكن آيفون 7، وتنتظر عام ونصف قبل إطلاق آيفون 7 إس، وبعدها بعام ونص تقوم بإطلاق آيفون 8، وبهذه الحالة يُمكن توقع ميّزات جديدة مع كل جهاز رئيسي جديد بسبب وجود فترة تطوير كبيرة تصل إلى 3 أعوام كاملة.
هذا الكلام إن تم تطبيقه من شأنه رفع المبيعات بشكل كبير بسبب الوقت بين إصدار الأجهزة، فحاليًا وبعد إطلاق آيفون 6 إس التي لم تُثير حماسة البعض، كان من السهل جدًا انتظار بضعة أشهر لاقتناء آيفون 7 عوضًا عنه، أما في حالة تغيير دورة التطوير، فإن انتظار عام أو أكثر لاقتناء هاتف جديد لن يكون بالقرار المُشترك بين الكثيرين، وهو ما سيدفع البعض إلى ترقية أجهزتهم القديمة بسهولة أكبر خصوصًا إذا كانوا من عُشاق منتجات شركة آبل.
طبعًا تبقى هذه الأخبار والمواصفات في عداد الشائعات فقط، لكن يُمكن لآبل وبجملة واحدة دفع مبيعات آيفون 7 بعد الكشف عنه رسميًا، فلو ذكرت خلال مؤتمرها أننا لن نرى هاتف 7 إس العام القادم ونحتاج لانتظار شهر أبريل/نيسان 2018 على الأقل، ستفتح بذلك المجال أمام الراغبين بالحصول على آيفون 7 الجديد باتخاذ القرار فورًا وبدأ الطلب المُسبق مُباشرةً بسبب عدم وجود حاجة للانتظار أكثر.
في الختام ولكي لا أكون من راكبي موجة تهويل تراجع مبيعات هواتف آيفون يجب التنويه إلى نقطة هامّة جدًا، فشركة آبل باعت 51 مليون هاتف آيفون خلال الربع المالي الأخير عام 2016، وهو رقم انخفض بمقدار 10 ملايين هاتف عن نفس الربع المالي في العام السابق، حيث باعت 61 مليون جهاز في نفس الربع المالي عام 2015، وبالتالي هذا التهويل مُبالغ فيه إلى حد ما.