شهور قليلة تبقّت قبل الإعلان عن هاتف آبل المُنتظر آيفون 7 المتوقع الكشف عنه رسميًا مع نهاية شهر سبتمبر/أيلول من العام الجاري.
أهمية آيفون القادم تكمن في كونه المُنقذ المُنتظر لمبيعات آبل التي انخفضت لأول مرة في شهر آذار/مارس منذ إطلاق هواتف آيفون، لكن ولكي لا ننخدع بالأرقام التي أضافت وسائل الإعلام الكثير من البهارات عليها، آبل باعت في الربع المالي الأخير أكثر من ٥١ مليون هاتف آيفون، بالإضافة إلى ٧٥ مليون هاتف خلال موسم الأعياد في العام المُنقضي، وبالتالي وخلال سبعة شهور، نجحت الشركة في بيع أكثر من ١٢٥ مليون هاتف، وهو رقم أكبر بكثير من مجموع مبيعات الكثير من مُنافسيها.
ما دفعني للحديث عن هذا الموضوع هو مقال قرأته في مجلّة Wired العالمية، حيث جاء بعنوان مُختصر ” ثلاثة تحديثات كبيرة قادرة على جعل هواتف آيفون مُميّزة من جديد “، وبكل تأكيد احترم وجهة نظر الكاتب الذي رأى أن هذه العوامل تكفي لعودة آيفون إلى مكانته الطبيعية في السوق.
رأى الكاتب أن استخدام شاشات من نوع OLED، واستخدام منفذ من نوع يو إس بي-سي USB-C، بالإضافة إلى زيادة حجم البطارية من العوامل التي سوف تُساعد آيفون 7 على التميّز. أي باختصار، على آبل إنتاج هاتف بنفس مواصفات هواتف أندرويد الموجودة في السوق لكي تعود من جديد للقمّة !
بداية الحديث يطول عن نوع الشاشة، فشاشات LCD المُستخدمة في هواتف آيفون والتي تأتي بتقنية ريتينا Retina تُوفّر دقّة عالية جدًا مع حساسية وسرعة استجابة عالية أثناء لمس المُستخدم للشاشة.
شاشات OLED تتميّز بكونها نحيفة جدًا، بالإضافة إلى استهلاك أقل للطاقة، فهذه الشاشات تقوم بتشغيل كل وحدة على حدة، عكس شاشات LCD التي تعمل بشكل كامل حتى لو كانت المهمة المطلوبة عرض نقطة بلون واحد فقط على الشاشة.
آبل استخدمت شاشات من نوع OLED في ساعتها الذكية Apple Watch، وبالتالي قد تكون هُناك اتجاهات نحو هذه التقنية في المُستقبل القريب أو البعيد، إذ تُشير الشائعات إلى عام 2017 كنقطة البداية لاستخدام آبل لشاشات من هذا النوع.
أما استخدام منفذ من نوع USB-C فهو يأتي كنوع من التوحيد والاتجاه نحو استخدام نوع واحد لجميع الأجهزة، لكن آبل لا تتبع هذه العادة أبدًا، ولعل منافذ شحن هواتف آيفون القديمة والحالية خير مثال على ذلك. الشركة لا تجد ضرورة أبدًا لتوحيد الأسلاك المُستخدمة حول العالم، وتبحث دائمًا عن الأسلاك التي تخدم غايتها في حماية الأجهزة، فمنافذ Lightning المُستخدمة حاليًا في هواتف آيفون تحتوي على رقاقة قادرة على تمييز سلك الشحن الأصلي من المُزيّف في أغلب الأوقات.
على الصعيد الشخصي لا أتوقع أن تُقدم آبل على هذه الخطوة إلا لو رأت فيها أهميّة بالغة أولًا، ووفرت مُحوّل مجاني من Lightning إلى USB-C ثانيًا، لأن تيم كوك المعروف بكونه مادي لأبعد الحدود قد يخسر شريحة أكبر من المُستخدمين إذا ما أقدم على خطوة كهذه دون توفير مُحوّل، فالمُستخدم سوف يحتاج لشراء مُحولات لجميع الوصلات المُستخدمة حاليًا، وهو ما لا يرغبه أحد حسب اعتقادي.
أخيرًا، نأتي للبطارية التي يشتكي منها جميع مُستخدمي الأجهزة الذكية حول العالم، وتعمل جميع الشركات دون استثناء على تطويرها. لكن وكما ذكرت سابقًا، هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على ازدهار الصناعة التقنية في هذا المجال.
آبل تمتلك تقنية جديدة تسمح بزيادة حجم البطارية داخل الأجهزة استخدمتها في حواسب ماك بوك الجديدة، ومن المُمكن أن ترى النور في هواتف آيفون 7 لإرضاء شريحة كبيرة من المُستخدمين.
إذا أردنا أن نكون واقعيين، فمُستخدمي الهواتف الذكية تأقلموا على فكرة اصطحاب شاحن إضافي معهم عند الخروج من المنزل، ومبيعات هذا النوع من الأجهزة خير دليل على الهوس الكبير للمُستخدمين حول العالم، إذ فقدنا الأمل تقريبًا في الحصول على هاتف مُميّز ببطارية تدوم لفترة طويلة.
لو جمعنا تلك الميّزات المُقترحة لوجدنا أنها تجمع ما بين هواتف نيكسوس وجالاكسي الأخيرة، وهي من هواتف أندرويد الرائدة، لكن الحل ليس بهذه الميّزات من وجهة نظري الشخصية.
سوق الهواتف الذكية وصل إلى حد الإشباع تقريبًا، ولم تعد هناك تلك الميّزات التي تُغيّر اللعبة بالكامل والتي رافقت ظهور بعض الأجهزة مثل الجيل الأول من هواتف آيفون، لكن وعلى حسب كلام تيم كوك، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة آبل، فإن آبل ما زالت تمتلك بعض الميّزات الثورية التي لن يستطيع مُستخدمي آيفون التخلّي عنها في المُستقبل، وهي نفس الجملة التي قالها مع بداية العام الماضي عندما صرّح أن آبل تمتلك مجموعة من المُنتجات الثورية التي سوف ترى النور مع نهاية عام 2015 ! لكننا لم نشهد أي شيء من هذا القبيل حتى هذه اللحظة.
تغيير نوع المنفذ، نوع الشاشة، أو حجم البطارية لن يكون لهم الأثر الكبير من وجهة نظري، لكن عملية إعادة تعريف الهاتف الذكي في ظل ثورة مُشاركة الفيديو التي نشهدها من جهة والتقنيات القابلة للارتداء من جهة ثانية، هي الحل الأمثل لزيادة مبيعات أي شركة في مجال الهواتف الذكية.